كثير ناس يعتقدون إن الوصفات الطبيعية دائماً خيار آمن. مجرد ما يسمع كلمة “خلطة أعشاب” أو “وصفة من البيت”، يحس إنها أحسن وأضمن من أي دواء من الصيدلية. لكن الحقيقة غير كذا: مو كل شيء طبيعي يكون مفيد، وبعض النباتات أو الخلطات الشعبية ممكن تسبب مشاكل خطيرة. خذ مثال: نبات الداتورا . شكله جميل ويستخدم في بعض الوصفات الشعبية، لكنه يحتوي على مواد سامة تسبب هلاوس، اضطراب في ضربات القلب، وأحياناً الوفاة. ونفس الشي بذور الخروع: رغم إن زيت الخروع معروف في الطب الشعبي، إلا إن البذور نفسها فيها مادة شديدة السُمية اسمها الريسين. حتى الأشياء اللي نشوفها عادية في مطبخنا، ممكن تضر إذا استُخدمت بكثرة. عرق السوس مثلاً، شايه مشهور ولذيذ، لكن الإفراط فيه يرفع ضغط الدم. والكركم، رغم سمعته الذهبية، ممكن يسبب مشاكل في الكبد أو يتداخل مع أدوية معينة. المشكلة الأساسية في الوصفات الطبيعية إن ما فيها جرعة دقيقة. الأدوية اللي في الصيدلية تُختبر بدقة لتحديد كمية آمنة وفعّالة. لكن في الخلطات الشعبية، كل واحد يجتهد ويجرب، وهذا يفتح الباب لمخاطر كبيرة. وهنا نرجع للحقيقة: كثير من الأدوية الحديثة أصلها طبيعي (زي الأسبرين من لحاء الصفصاف). الفرق إن العلم أخذ المادة الفعّالة، صفّاها، وعايرها بجرعة دقيقة، عشان تكون مفيدة وآمنة. الخلاصة؟ لا تنخدع بكلمة “طبيعي”. الأمان ما يعتمد على مصدر العلاج، بل على العلم والجرعة والتجارب. واستشارة مختص قبل أي وصفة طبيعية ممكن تنقذك من ضرر أنت في غنى عنه
